[center]تهتز تيميمون، المدينة الهادئة المنسية على مر الأشهر، مرة كل سنة، مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تصبح المدينة من أقصاها إلى أقصاها منبرا للتهليل والمدائح الدينية، تنشطها مختلف الفرق الفلكلورية في إطار ما يعرف بتظاهرة ''السبوع''.
يمثل السبوع، بالنسبة لسكان تيميمون والمناطق المجاورة لها، تظاهرة ثقافية واقتصادية تجذرت في التقاليد المحلية على مر السنين. لكن السبوع في حد ذاته رواية مبهمة ترويها دون شك الفورارة لنفسها عن تاريخها أو على الأقل عما يهمها من تاريخها خلال المسيرة الطويلة التي تدوم سبعة أيام كاملة، تتوقف فيها هذه الأفواج بعد كل مرحلة من مراحلها منذ انطلاقتها عند قبر من قبور أولياء الله الصالحين، الذين لعبوا دورا هاما في تاريخ الخصومات بين مختلف القبائل الموجودة آنذاك بين الرحّل والحضرة وبين العرب وقبيلة الناتيين، وبين القبيلتين يحمد وسفيان.
ومن الحكايات التي تروى في تيميمون، خلال المناسبة، أن المرابطين عندما نزلوا إلى المنطقة أشاعوا الصلح والأخوة بين القبائل المتناحرة آنذاك. وكاعتراف من هذه القبائل بفضل المرابطين عليهم في إشاعة الصلح والسلم في المنطقة، يقوم أبناء توات بزيارة لقبور هؤلاء والزوايا التي تحمل أسماءهم، مرة كل سنة بمناسبة المولد النبوي الشريف.
ومن الطقوس والحكايات التي تروى في المناسبة، لقاء الألوية الذي يتم في ''الحفـرة''. والألوية هي مجموعة تحمل ألوية أو رايات، كل واحدة منها ترمز إلى أحد الأولياء الصالحين الذين حضروا أول لقاء دعاهم إليه الشيخ سيدي الحاج بلقاسم في ''حفرة العلمة''، واقترح عليهم فكرة الاحتفال باليوم السابع من المولد النبوي الشريف بالطريقة التي تقام حاليا. ويقصد أيضا من ورائه صرف المصائب والكوارث عن أهل المنطقة ككل.
وما يثير الدهشة والاستغراب في لقاء الحفرة، هو تلك المبارزة بين الألوية والرايات والذي يتوّج دائما بفوز مجموعة وانهزام مجموعة، تحت أهازيج وبكاء الحاضرين، وزغاريد النساء الحاضرات، في جو مثير تقشعرّ له الأبدان.
بعد الانتهاء من المبارزة، ينام الجميع تلقائيا على الرمال لمدة دقائق معدودات. وقبل غروب الشمس وقبل الانصراف، يتجه جميع الحاضرين إلى ساقية سيدي الحاج بلقاسم لشرب كمية من الماء تبركا بهذا الولي الصالح، الذي خدم الإسلام والمسلمين بهذه المنطقة ويعود له الفضل الكبير في هذا اللقاء.
الزائر لمدينة تيميمون لحضور موسم السبوع، لا بد أن يثير انتباهه تلك الحشود الهائلة من المواطنين المتجهين إلى الحفرة راجلين لحضور المبارزة الكبرى. وهذا بعد الانتهاء من لقاء الجبل، أين تتبادل الفرق الفلكلورية طلقات البارود بين العلمة، وكلهم يرتدون عباءات بيضاء، تشبه إلى حد كبير منظر الحجيج. وهو منظر مؤثر فعلا تقشعر له الأبدان، خاصة عندما تشرئب الأعناق إلى السماء لقراءة الفاتحـة والتضرع إلى المولى العلي القدير راجية عفوه، وأن يخفف غضبه على عباده المؤمنين.
كل الزوار الذين حضروا احتفالات السبوع هذه السنة حملوا معهم انطباعات إيجابية وحنينا ورغبة وشوقا في العودة كل سنة إلى هذه المنطقة، حتى الأجانب منهم الذين جاءوا من فرنسا، إيطاليا وإسبانيا.
بعد لقاء الحفرة الكبير، ينفضّ الجمع عائدين إلى مدينة تيميمون. ويزدحم طريق العودة من زاوية سيدي الحاج بلقاسم إلى تيميمون بمئات السيارات التي جاءت من مختلف الولايات وخارجها، حيث تشاهد أرقاما لمختلف ولايات الوطن. ومن اللقاءات الهامة التي تتم بهذه المناسبة، لقاء الليلة الأخيرة الذي يتم بقصر ماسين الواقع على بعد 5 كيلومترات شمال عاصمة دائرة تيميمون. وهو القصر الذي تجتمع فيه كل الألوية والرايات، خاصة منها ألوية سيدي الحاج بالقاسم وسيدي الحاج أبو محمد، وهو يمثل ترحيبا من قبل أبناء الشيخين.
وبعد تناول مأدبة العشاء، تقام ليلة أهليل الكبرى التي تستمر حتى طلوع الفجر على وقع شعري وغناء بربري زناتي لا وجود فيه للضوء. أهليل يمثل تعبيرا عفويا عن ثقافة حقيقية لمنطقة فورارة. وينشّط هذا الحفل رجال ونساء من مختلف الأعمار مختصين في هذا الفن، على وقع موسيقى متعددة فريدة تؤدى من طرف فرد واحد وتردد من طرف جماعة يفوق عددها المائتين على الأقل، في شكل حلقة دائرية الشكل يكون فيها القوم واقفين حتى بزوغ شمس الصباح.
وهكذا يبقى موسم السبوع أهم مناسبة تشتهر فيها تيميمون ويتردد ذكرها طيلة سبعة أيام كاملة على الألسنة. وتعرف حيوية ونشاطا كبيرين لا مثيل لهما. ما ميز احتفالات السبوع هذه السنة هو حضور سفير بريطانيا بالجزائر رفقة زوجته وشخصيات وطنية معروفة.[/center]
يمثل السبوع، بالنسبة لسكان تيميمون والمناطق المجاورة لها، تظاهرة ثقافية واقتصادية تجذرت في التقاليد المحلية على مر السنين. لكن السبوع في حد ذاته رواية مبهمة ترويها دون شك الفورارة لنفسها عن تاريخها أو على الأقل عما يهمها من تاريخها خلال المسيرة الطويلة التي تدوم سبعة أيام كاملة، تتوقف فيها هذه الأفواج بعد كل مرحلة من مراحلها منذ انطلاقتها عند قبر من قبور أولياء الله الصالحين، الذين لعبوا دورا هاما في تاريخ الخصومات بين مختلف القبائل الموجودة آنذاك بين الرحّل والحضرة وبين العرب وقبيلة الناتيين، وبين القبيلتين يحمد وسفيان.
ومن الحكايات التي تروى في تيميمون، خلال المناسبة، أن المرابطين عندما نزلوا إلى المنطقة أشاعوا الصلح والأخوة بين القبائل المتناحرة آنذاك. وكاعتراف من هذه القبائل بفضل المرابطين عليهم في إشاعة الصلح والسلم في المنطقة، يقوم أبناء توات بزيارة لقبور هؤلاء والزوايا التي تحمل أسماءهم، مرة كل سنة بمناسبة المولد النبوي الشريف.
ومن الطقوس والحكايات التي تروى في المناسبة، لقاء الألوية الذي يتم في ''الحفـرة''. والألوية هي مجموعة تحمل ألوية أو رايات، كل واحدة منها ترمز إلى أحد الأولياء الصالحين الذين حضروا أول لقاء دعاهم إليه الشيخ سيدي الحاج بلقاسم في ''حفرة العلمة''، واقترح عليهم فكرة الاحتفال باليوم السابع من المولد النبوي الشريف بالطريقة التي تقام حاليا. ويقصد أيضا من ورائه صرف المصائب والكوارث عن أهل المنطقة ككل.
وما يثير الدهشة والاستغراب في لقاء الحفرة، هو تلك المبارزة بين الألوية والرايات والذي يتوّج دائما بفوز مجموعة وانهزام مجموعة، تحت أهازيج وبكاء الحاضرين، وزغاريد النساء الحاضرات، في جو مثير تقشعرّ له الأبدان.
بعد الانتهاء من المبارزة، ينام الجميع تلقائيا على الرمال لمدة دقائق معدودات. وقبل غروب الشمس وقبل الانصراف، يتجه جميع الحاضرين إلى ساقية سيدي الحاج بلقاسم لشرب كمية من الماء تبركا بهذا الولي الصالح، الذي خدم الإسلام والمسلمين بهذه المنطقة ويعود له الفضل الكبير في هذا اللقاء.
الزائر لمدينة تيميمون لحضور موسم السبوع، لا بد أن يثير انتباهه تلك الحشود الهائلة من المواطنين المتجهين إلى الحفرة راجلين لحضور المبارزة الكبرى. وهذا بعد الانتهاء من لقاء الجبل، أين تتبادل الفرق الفلكلورية طلقات البارود بين العلمة، وكلهم يرتدون عباءات بيضاء، تشبه إلى حد كبير منظر الحجيج. وهو منظر مؤثر فعلا تقشعر له الأبدان، خاصة عندما تشرئب الأعناق إلى السماء لقراءة الفاتحـة والتضرع إلى المولى العلي القدير راجية عفوه، وأن يخفف غضبه على عباده المؤمنين.
كل الزوار الذين حضروا احتفالات السبوع هذه السنة حملوا معهم انطباعات إيجابية وحنينا ورغبة وشوقا في العودة كل سنة إلى هذه المنطقة، حتى الأجانب منهم الذين جاءوا من فرنسا، إيطاليا وإسبانيا.
بعد لقاء الحفرة الكبير، ينفضّ الجمع عائدين إلى مدينة تيميمون. ويزدحم طريق العودة من زاوية سيدي الحاج بلقاسم إلى تيميمون بمئات السيارات التي جاءت من مختلف الولايات وخارجها، حيث تشاهد أرقاما لمختلف ولايات الوطن. ومن اللقاءات الهامة التي تتم بهذه المناسبة، لقاء الليلة الأخيرة الذي يتم بقصر ماسين الواقع على بعد 5 كيلومترات شمال عاصمة دائرة تيميمون. وهو القصر الذي تجتمع فيه كل الألوية والرايات، خاصة منها ألوية سيدي الحاج بالقاسم وسيدي الحاج أبو محمد، وهو يمثل ترحيبا من قبل أبناء الشيخين.
وبعد تناول مأدبة العشاء، تقام ليلة أهليل الكبرى التي تستمر حتى طلوع الفجر على وقع شعري وغناء بربري زناتي لا وجود فيه للضوء. أهليل يمثل تعبيرا عفويا عن ثقافة حقيقية لمنطقة فورارة. وينشّط هذا الحفل رجال ونساء من مختلف الأعمار مختصين في هذا الفن، على وقع موسيقى متعددة فريدة تؤدى من طرف فرد واحد وتردد من طرف جماعة يفوق عددها المائتين على الأقل، في شكل حلقة دائرية الشكل يكون فيها القوم واقفين حتى بزوغ شمس الصباح.
وهكذا يبقى موسم السبوع أهم مناسبة تشتهر فيها تيميمون ويتردد ذكرها طيلة سبعة أيام كاملة على الألسنة. وتعرف حيوية ونشاطا كبيرين لا مثيل لهما. ما ميز احتفالات السبوع هذه السنة هو حضور سفير بريطانيا بالجزائر رفقة زوجته وشخصيات وطنية معروفة.[/center]